زرعتُ حبَّكِ
في أنفاسِ أوقاتي
كيلا أعيشَ يمانيًّا بلا قاتِ
أنا أنا
ما أزالَ الآنَ أُشبهُني
وما تزالُ تراني الآنَ مِرآتي
كما تُحِسُّ بتيهِ البحرِ موجتُهُ
أُحِسُّ أنكِ ذاتي ضيَّعتْ ذاتي
كي تَنسُلي من دمي
دُلِّي النُّجومَ على تَوبِ سوى الليلِ
من ذَنْبِ النَّهاراتِ
كي تحذفي اسمَكِ من لاوعي قافيتي
سَمِّي البحورَ صحارى
أمسيَ الآتي
لم أطوِ صفحتَكِ
الأشعارُ خائنةٌ
تمحو المُكنَّى
ولا تمحو الكناياتِ؟!
يا ذاتَ قلبين
كيلا تُشركي أحدًا بي فيهما
كسِّري العُزَّى على اللَّاتِ
لأنَّ حبَّك وَتْرٌ
قلتُ للجُمَحيِّ:
كيفَ تَصفَحُ عن قَيْسِ الرُّقيَّاتِ؟!
ألم أجدْكَ يتيمًا
كيف تقهرُني؟!
يا حبَّها الحربَ!
يا أتقى خطيئاتي!
منحتُها فرصةً أُخرى
لتخدعَني
يَجرُّ رأسَ ربيعي صيفُها الشَّاتي
نُبِذتُ في نارِكِ البردِ
التي اطَّلعتْ على فؤادي
ولم تحرقْ صباباتي
ومنذُ أن ماتَ صوتٌ كان يوقظني على انكساركِ
بايعتُ انكساراتي
ما قلتِ يومَ استبقنا بابَ خُدعتِكِ:
السؤالُ عقدُ نقصٍ في الإجاباتِ
وشَتْ بنا أفروديت
الحبُّ ثالثُنا
وما أُبرِّئُني من قَدِّ آهاتي
الحبُّ مِنْ أَهْلِكِ
اشتريتِ ذمَّتَهُ
فصار ينسخُ آياتي بآياتي
كالخمرِ
يعصِرُ روحي
كأسُ نهْمتِكِ الغربالِ ملأى بأرواحِ الفراغاتِ
مسلسلُ الحبِّ لا أنثى تتابعُهُ سواكِ
إنْ كانَ مفتوحَ النِّهاياتِ
دورُ البطولةِ فيه
الرمزُ جرَّده من قُبلةِ الموتِ كُرمى للدِّعاياتِ
لا تُغضبي دفترَ التعبير
موعدُنا الفنجانُ
لا تَقْلِبيهِ قبلَ أنْ آتي
محمد مصطفى خميس